اتسع نطاق الاحتجاجات والصدامات مع قوات الأمن في أوروبا لليلة الثانية على التوالي (الأحد)، ضد التدابير الوقائية الهادفة لصد موجة قاسية من تفشي فايروس كورونا الجديد في عدد من دول القارة الأوروبية. فقد نزل المتظاهرون لشوارع الدنمارك وبلجيكا، بعد مظاهرات حاشدة في ألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وفرنسا، والنمسا. وبدأت الأخيرة فجر الإثنين إغلاقاً كاملاً يستغرق 20 يوماً، فيما أعلنت الحكومة النمساوية أن التطعيم بلقاحات كوفيد-19 سيكون إجبارياً اعتباراً من فبراير 2022. وتأتي هذه التطورات الأوروبية في وقت يشهد العالم تفشياً متسارعاً لسلالة دلتا المتحورة وراثياً. فقد ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم فجر الإثنين إلى 258 مليون إصابة، نجمت عنها 5.17 مليون وفاة. وبلغ عدد الإصابات الجديدة في 202 من دول العالم ومناطقه الأحد 536.062 إصابة، رافقتها 7103 وفيات بوباء كوفيد-19. وكالعادة فإن الولايات المتحدة وبريطانيا ساهمتا بالنصيب الأكبر من تلك الحالات؛ إذ سجلت الولايات المتحدة الأحد 93.689 إصابة جديدة؛ و1113 وفاة إضافية. وسجلت بريطانيا 40.004 إصابات جديدة، وسجلت ألمانيا خلال الساعات الـ24 الماضية 42.727 حالة جديدة، و75 وفاة إضافية، ليصل العدد الكلي لوفياتها منذ بدء نازلة كورونا إلى 99.062 وفاة. وكانت ألمانيا سجلت أمس الأول 63.924 إصابة جديدة، وهو عدد غير مسبوق في تلك البلاد. وقالت السلطات الصحية الألمانية أمس إن معدل الإصابات ارتفع الأحد إلى 372.7 من كل 100 ألف شخص، بعدما كان 362.2 من كل 100 ألف شخص السبت. وقال رئيس حكومة مقاطعة بافاريا الألمانية ماركوس سودر الليل قبل الماضي إن ألمانيا يجب أن تدرس كيف يمكنها أن تحذو حذو النمسا، في شأن فرض إلزامية التطعيم، اعتباراً من النصف الثاني من السنة القادمة. وأشارت مجلة «دير شبيغل»، في مقال أمس، إلى أن عدم فرض إلزامية التطعيم كان أحد أكبر أخطاء سياسة ألمانيا لمكافحة نازلة فايروس كورونا الجديد. بيد أن الدعوة إلى التطعيم الجبري التي ساندتها «دير شبيغل» قوبلت بردود غاضبة من الصحف الألمانية الأخرى. وتصل نسبة التطعيم في ألمانيا إلى 70%، تعد أدنى كثيراً من بعض جارات ألمانيا من الدول الأوروبية. ولا يزال هناك أكثر من 3.5 مليون بالغ ألماني يُعرِضون عن التطعيم. وحذر مدير معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة الدكتور لوثار فيلار من أنه ما لم تتم معالجة قضية الأشخاص الرافضين للقاح فستواجه ألمانيا موجة خامسة من التفشي الفايروسي. وأعلن الديموقراطيون الاجتماعيون، الذين يسعون إلى تكوين ائتلاف حكومي مع الليبراليين والخُضر، أنهم لن يؤيدوا أي اتجاه لإلزامية التطعيم، باستثناء كوادر المهن الصحية.
وبدت شوارع العاصمة النمساوية فيينا صباح الإثنين خالية من المارة والسيارات، مع بدء الإغلاق، وهو الرابع من نوعه الذي تشهده النمسا. وليس مسموحاً بمغادرة المنزل إلا لشراء الأغراض الضرورية للمنزل، وممارسة رياضة المشي، ومقابلة الطبيب. وأبقت السلطات الحضانات ورياض الأطفال مفتوحة، لكنها نصحت أولياء الأمور بإبقاء أطفالهم في المنازل. وشهدت مقاهي فيينا ومطاعمها ليل الأحد زحاماً استثنائياً، بسبب رغبة سكان العاصمة بتذوق آخر طعم للحرية قبل أن يصبحوا الإثنين وهم لا يستطيعون مغادرة بيوتهم.
وعاشت العاصمة البلجيكية بروكسل يوماً صاخباً الأحد، مع نزول آلاف البلجيكيين للشوارع، ليتظاهروا احتجاجاً على قرار حكومة بلادهم فرض إلزامية شهادة التحصين. وقدرت شرطة بروكسل عدد المتظاهرين بـ35 ألفاً. وقال المحتجون إنهم يشعرون بالغضب من نصح الحكومة بالمسارعة للحصول على اللقاحات المضادة لوباء كوفيد-19. وسارت المظاهرة الحاشدة، وهي تهتف «الحرية.. الحرية.. الحرية» من وسط بروكسل إلى مقر الاتحاد الأوروبي. وقبل تفرق المتظاهرين، عمد بعضهم إلى إلقاء الزجاجات الفارغة والعصي على الشرطة، التي اضطرت إلى الرد بالغاز المسيل للدموع، وخراطيم الماء. وتقول منظمة الصحة العالمية إن أوروبا هي بؤرة التفشي الفايروسي في العالم حالياً، وإنها القارة الوحيدة التي تشهد زيادة كبيرة في الوفيات الناجمة عن الوباء. وتفاقمت الضغوط بشدة على الطاقات الاستيعابية للمستشفيات في أوكرانيا، وروسيا، ورومانيا، وتشيكيا، وسلوفاكيا، وسائر بلدان أوروبا الشرقية.
وفي فرنسا، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال (الأحد) إن فرنسا تخوض معركة قاسية ضد موجة فايروسية خامسة متسارعة بشكل جنوني. لكنه اعتبر أن فرنسا أحسن حالاً من بقية البلدان الأوروبية، لأنها سبقتها إلى تبني إلزامية شهادة التحصين. وأضاف أنها أفضل أيضاً لأنها حققت نسبة مرتفعة من تحصين سكانها بلقاحات كوفيد-19. وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية أمس أنها سجلت 19.749 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، في مقابل 12.496 إصابة جديدة الأحد من الأسبوع الماضي. وقال أتال إن الحكومة تتشدد في إنفاذ إلزامية شهادة التحصين في المطاعم، والمقاهي، والمسارح، والأماكن الأخرى.
بريطانيا:
لا حاجة إلى
«الخطة ب»
أكد وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد (الأحد) أن بلاده ليست في حاجة إلى اللجوء إلى «الخطة ب». وهي الإجراءات المعتمدة في حال وقوع البلاد في أتون موجة تفشٍّ جديد. وأوضح أن الفضل في ذلك يعزى إلى توسع بريطانيا في برنامج إعطاء جرعة تنشيطية ثالثة من لقاح كوفيد-19. ورفض جاويد بشدة فكرة فرض إلزامية التطعيم في بريطانيا. ويزيد عدد البريطانيين الذين حصلوا على الجرعة الثالثة على 14 مليوناً. وأضحى بمستطاع الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً التقدم للحصول على جرعتهم التنشيطية اعتباراً من أمس (الإثنين). وعلى رغم أن عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا ظل بمتوسط 40 ألفاً يومياً خلال الأسبوع الماضي؛ إلا أن عدد حالات التنويم، وشغل أسرّة وحدات العناية المكثفة، والوفاة بالوباء لم يشهد تغيراً يذكر إلى الأسوأ. وأشارت صحيفة «التايمز» أمس الأول إلى أن الوزير جاويد يدرس التحقيق في احتمال وجود «تحامل عرقي» من قبل بعض شركات صنع المعدات الطبية. وكانت الولايات المتحدة اتهمت شركات صنع أجهزة قياس مستوى الأكسجين في الدم بأنها صنعت تلك الأجهزة بحيث تعمل جيداً على البيض، ولا تعطي قراءات صحيحة عند الملونين، ما أدى إلى حرمان كثير من الآسيويين والسود من العلاج في الوقت المناسب، وبالتالي أدى ذلك إلى ارتفاع عدد الوفيات بين مرضى تلك الأقليات العرقية.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الأحد) أنه حصل على جرعته الثالثة التنشيطية من لقاح «سبوتنك لايت» الروسي المضاد لكوفيد-19. وقال- في تصريحات نقلها التفلزيون- إنه مستعد للتطوع لتجربة سريرية لاختبار نسخة يجري تطويرها من لقاح روسي يتم إعطاؤه من خلال بخاخ أنفي. وعزا الرئيس الروسي إصابة عدد من موظفي مكتبه في سبتمبر الماضي بالوباء إلى تأخرهم في الحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة.
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ نيويورك تايمز- 22/11/2021)
الأزمة الصحية في أرقام (مليون إصابة)
وبدت شوارع العاصمة النمساوية فيينا صباح الإثنين خالية من المارة والسيارات، مع بدء الإغلاق، وهو الرابع من نوعه الذي تشهده النمسا. وليس مسموحاً بمغادرة المنزل إلا لشراء الأغراض الضرورية للمنزل، وممارسة رياضة المشي، ومقابلة الطبيب. وأبقت السلطات الحضانات ورياض الأطفال مفتوحة، لكنها نصحت أولياء الأمور بإبقاء أطفالهم في المنازل. وشهدت مقاهي فيينا ومطاعمها ليل الأحد زحاماً استثنائياً، بسبب رغبة سكان العاصمة بتذوق آخر طعم للحرية قبل أن يصبحوا الإثنين وهم لا يستطيعون مغادرة بيوتهم.
وعاشت العاصمة البلجيكية بروكسل يوماً صاخباً الأحد، مع نزول آلاف البلجيكيين للشوارع، ليتظاهروا احتجاجاً على قرار حكومة بلادهم فرض إلزامية شهادة التحصين. وقدرت شرطة بروكسل عدد المتظاهرين بـ35 ألفاً. وقال المحتجون إنهم يشعرون بالغضب من نصح الحكومة بالمسارعة للحصول على اللقاحات المضادة لوباء كوفيد-19. وسارت المظاهرة الحاشدة، وهي تهتف «الحرية.. الحرية.. الحرية» من وسط بروكسل إلى مقر الاتحاد الأوروبي. وقبل تفرق المتظاهرين، عمد بعضهم إلى إلقاء الزجاجات الفارغة والعصي على الشرطة، التي اضطرت إلى الرد بالغاز المسيل للدموع، وخراطيم الماء. وتقول منظمة الصحة العالمية إن أوروبا هي بؤرة التفشي الفايروسي في العالم حالياً، وإنها القارة الوحيدة التي تشهد زيادة كبيرة في الوفيات الناجمة عن الوباء. وتفاقمت الضغوط بشدة على الطاقات الاستيعابية للمستشفيات في أوكرانيا، وروسيا، ورومانيا، وتشيكيا، وسلوفاكيا، وسائر بلدان أوروبا الشرقية.
وفي فرنسا، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال (الأحد) إن فرنسا تخوض معركة قاسية ضد موجة فايروسية خامسة متسارعة بشكل جنوني. لكنه اعتبر أن فرنسا أحسن حالاً من بقية البلدان الأوروبية، لأنها سبقتها إلى تبني إلزامية شهادة التحصين. وأضاف أنها أفضل أيضاً لأنها حققت نسبة مرتفعة من تحصين سكانها بلقاحات كوفيد-19. وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية أمس أنها سجلت 19.749 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، في مقابل 12.496 إصابة جديدة الأحد من الأسبوع الماضي. وقال أتال إن الحكومة تتشدد في إنفاذ إلزامية شهادة التحصين في المطاعم، والمقاهي، والمسارح، والأماكن الأخرى.
بريطانيا:
لا حاجة إلى
«الخطة ب»
أكد وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد (الأحد) أن بلاده ليست في حاجة إلى اللجوء إلى «الخطة ب». وهي الإجراءات المعتمدة في حال وقوع البلاد في أتون موجة تفشٍّ جديد. وأوضح أن الفضل في ذلك يعزى إلى توسع بريطانيا في برنامج إعطاء جرعة تنشيطية ثالثة من لقاح كوفيد-19. ورفض جاويد بشدة فكرة فرض إلزامية التطعيم في بريطانيا. ويزيد عدد البريطانيين الذين حصلوا على الجرعة الثالثة على 14 مليوناً. وأضحى بمستطاع الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً التقدم للحصول على جرعتهم التنشيطية اعتباراً من أمس (الإثنين). وعلى رغم أن عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا ظل بمتوسط 40 ألفاً يومياً خلال الأسبوع الماضي؛ إلا أن عدد حالات التنويم، وشغل أسرّة وحدات العناية المكثفة، والوفاة بالوباء لم يشهد تغيراً يذكر إلى الأسوأ. وأشارت صحيفة «التايمز» أمس الأول إلى أن الوزير جاويد يدرس التحقيق في احتمال وجود «تحامل عرقي» من قبل بعض شركات صنع المعدات الطبية. وكانت الولايات المتحدة اتهمت شركات صنع أجهزة قياس مستوى الأكسجين في الدم بأنها صنعت تلك الأجهزة بحيث تعمل جيداً على البيض، ولا تعطي قراءات صحيحة عند الملونين، ما أدى إلى حرمان كثير من الآسيويين والسود من العلاج في الوقت المناسب، وبالتالي أدى ذلك إلى ارتفاع عدد الوفيات بين مرضى تلك الأقليات العرقية.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الأحد) أنه حصل على جرعته الثالثة التنشيطية من لقاح «سبوتنك لايت» الروسي المضاد لكوفيد-19. وقال- في تصريحات نقلها التفلزيون- إنه مستعد للتطوع لتجربة سريرية لاختبار نسخة يجري تطويرها من لقاح روسي يتم إعطاؤه من خلال بخاخ أنفي. وعزا الرئيس الروسي إصابة عدد من موظفي مكتبه في سبتمبر الماضي بالوباء إلى تأخرهم في الحصول على الجرعة التنشيطية الثالثة.
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ نيويورك تايمز- 22/11/2021)
الأزمة الصحية في أرقام (مليون إصابة)